recent
أخبار ساخنة

فضيحة النقل المدرسي بتارودانت.. حين يتحول الحق في التعليم إلى ورقة انتخابية

administrator
الصفحة الرئيسية


 


النقل المدرسي بإقليم تارودانت.. صرخة لإنصاف تلاميذ القرى: التعليم أمانة لا وسيلة للابتزاز السياسي

تارودانت – عاد النقاش مجددًا حول معاناة تلاميذ القرى والدواوير بإقليم تارودانت خصوصا جماعة أصادص التي يسيرها مجموعة من المرضى بالنزاعات الانتخابية مع أزمة النقل المدرسي، في ظل ما وصفه عدد من الفاعلين المدنيين بـ“العبث الإداري والابتزاز السياسي” الذي يطال قطاعًا حيويًا يرتبط بمستقبل أبناء العالم القروي وبمبدأ تكافؤ الفرص في التعليم.

الفاعل المدني المعروف بالإقليم حسن أيت بلا، سلّط الضوء على هذا الملف في منشور جديد على صفحته الشخصية، دعا فيه إلى وقف استغلال النقل المدرسي لأغراض انتخابية، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يهدد الحق الدستوري في التعليم ويكرّس مظاهر الزبونية والمحسوبية داخل الجماعات المحلية.

“التعليم ليس ورقة انتخابية”

وفي تدوينته التي لاقت تفاعلًا واسعًا، تساءل أيت بلا بمرارة:

“إلى متى سيبقى مستقبل أبنائنا رهينًا في يد من يجهل قيمة التعليم؟
إلى متى سيظل مصير فتيات القرى معلّقًا بقرارات عبثية لا تراعي المصلحة العامة؟
كيف يُعقل أن تُستغل حافلات النقل المدرسي، التي وُجدت لمحاربة الهدر المدرسي، في أغراض انتخابية رخيصة؟”

وأضاف الفاعل المدني:

“ما دام رئيس الجماعة لم يُفعّل خدمة النقل بحجة أن المستفيدات خصومٌ سياسيون، فبأي حقٍّ يمنع عنهن حقًّا دستورياً؟
يا هذا، من لا يصوّت لك يبقى مواطنًا له كامل الحقوق، فخدمة الوطن لا تُقاس بعدد الأصوات، بل بميزان الأمانة والضمير.”

أسئلة مشروعة واتهامات ثقيلة

أيت بلا لم يكتفِ بانتقاد تصرفات بعض رؤساء الجماعات، بل وجّه أيضًا أسئلة مباشرة إلى المجلس الإقليمي والسلطات الوصية، متسائلًا:

“أين هو المجلس الإقليمي من هذا العبث، وهو الجهة المخوّلة قانونًا بتدبير النقل المدرسي؟
وأين هي السلطات الإقليمية من مشهدٍ تُترك فيه الفتيات في القرى لمصير الهدر الدراسي، بينما تُستغل الوسائل العمومية في الدعاية الانتخابية؟”

الدستور واضح والخطب الملكية صريحة

في ذات السياق، ذكّر الفاعل المدني بمقتضيات الفصل 31 من الدستور المغربي، الذي ينص على أن:

“تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين من الحق في التعليم الجيد.”

كما أشار إلى التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد أن:

“التعليم هو أول قضية وطنية بعد الوحدة الترابية، ولا يمكن لأي إصلاح أن ينجح دون جعل المتعلم في صلب الاهتمام.”

صرخة من أجل الضمير

وختم أيت بلا رسالته بدعوة صريحة إلى محاسبة كل من يتلاعب بمستقبل أبناء القرى، قائلاً:

“لقد آن الأوان لوقف هذا الاستهتار بمستقبل الأجيال، ومحاسبة كل من خان الأمانة وحوّل وسيلة لمحاربة الجهل إلى أداة للدعاية.
التعليم ليس مجالًا للمزايدة، بل مسؤولية وطنية مقدسة،
ومن يمنع العلم إنما يزرع الجهل،
ومن يزرع الجهل يهدم الوطن.”

واقع يحتاج إلى قرار

ويجمع المتتبعون للشأن التربوي بالإقليم على أن ملف النقل المدرسي في العالم القروي بتارودانت لم يعد يحتمل مزيدًا من التسويف، وأن إنقاذه يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات الإقليمية والجهوية لإعادة الأمور إلى نصابها وضمان حق التلميذ القروي في تعليم كريم وآمن، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.

google-playkhamsatmostaqltradent