recent
أخبار ساخنة

شبح العطش يطارد دواوير أدرار بجماعة أصادص

administrator
الصفحة الرئيسية

 


عبر صفحة الفايسبوك

ساكنة دواوير أدرار بجماعة أصادص تواجه أزمة عطش في عز الصيف

أصادص – تارودانت
مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، يعيش عدد من سكان دواوير أدرار بجماعة أصادص على وقع تخوفات كبيرة من أزمة عطش حقيقية، بعد أن جفّت معظم الآبار والمخازن المائية التقليدية المعروفة محلياً بـ"المطفية"، في ظل صعوبات متزايدة في الحصول على الماء الصالح للشرب سواء للسكان أو لمواشيهم.

ورغم أن الجماعة المحلية كانت قد بادرت إلى توفير سواقي مائية لكل دوار، إلا أن هذه المبادرات لم تحقق الغاية المرجوة، إذ تبقى السواقي في أغلب الأوقات بلا مياه جارية بسبب الضغط الكبير وضعف التجهيزات.

شهادات السكان: الماء مقطوع منذ أيام

توصلت صفحة الإخبارية المحلية بعدة رسائل من ساكنة دوار ونيكو تؤكد أن انقطاع الماء عاد مجدداً خلال الأيام الأخيرة، في وقت تعرف فيه المنطقة موجة حرّ خانقة.
وقال بعض المواطنين في مراسلاتهم إنهم يعيشون منذ أيام على وقع انقطاع تام للماء، ما اضطر العديد منهم إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه من مناطق مجاورة.

أسباب تقنية وراء المشكل

ورغم أن أزمة الماء تتهدد مناطق كثيرة من العالم، فإن مشكل انقطاع المياه في أصادص لا يرتبط بندرة المورد الطبيعي بقدر ما يعود إلى اختلالات تقنية في شبكة الضخ والتوزيع، وفق ما أكدته مصادر محلية مطلعة.

وتشير المعطيات إلى أن الأنابيب الرابطة بين البئر الرئيسي وخزان المياه بتينباعل لا تطابق المعايير المنصوص عليها في دفتر التحملات، إذ جرى استعمال أنابيب بقطر 50 و75 ملم بدل 110 ملم كما هو محدد في المشروع الأصلي.
هذا الخلل الهندسي أدى إلى تفاوت في ضغط المياه وسرعة تدفقها، مما جعل الخزان يمتلئ ببطء شديد، بينما يُفرغ بسرعة أكبر أثناء التوزيع على الدواوير.

ولتقريب الصورة أكثر، فإن برج الماء الذي تصل سعته إلى 20 طناً يحتاج إلى ساعة كاملة ليمتلئ، بينما يُستهلك ماؤه خلال نصف ساعة فقط، بسبب عدم التوازن بين قطر أنبوب التوزيع والأنبوب القادم من البئر.

اختلاف في قوة المضخات

المشكل لا يقف عند الأنابيب فحسب، بل يمتد إلى تفاوت في أنواع المضخات وقدراتها، إذ أفادت مصادر تقنية أن المقاول لم يلتزم بالمواصفات المطلوبة في دفتر التحملات، واستعمل مضخات أقل قوة وأرخص ثمناً، ما ساهم في تفاقم ضعف التزويد بالماء في الدواوير المرتفعة.

هذا الوضع يطرح تساؤلات عديدة حول المراقبة التقنية للمشروع، ودور الجماعة والمصالح المختصة في تتبع مدى احترام المقاول لبنود دفتر التحملات، خصوصاً في ظل غياب الشفافية في تقييم جودة الأشغال.

ملف مفتوح

تؤكد مصادرنا أن التحقيق في هذا الملف ما يزال مستمراً، حيث سيتم في المقال القادم نشر نسخة من دفتر التحملات الأصلي وتحليل بنوده التقنية، إضافة إلى تسليط الضوء على مشاكل الارتفاع الطبوغرافي لدوار آيت أوزوغ مقارنة ببرج المياه، وتأثير ذلك على عملية التوزيع.

ويبقى الأكيد أن أزمة الماء في أصادص لم تعد مجرد خلل عابر، بل قضية تنموية أساسية تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات الإقليمية والجهات المعنية لضمان حق الساكنة في الولوج إلى الماء كمورد حيوي لا غنى عنه.





google-playkhamsatmostaqltradent