recent
أخبار ساخنة

هل جماعة أصادص هي صاحبة مشروع طريق إيزرف كما تدعي

administrator
الصفحة الرئيسية

 


طريق أزرف بين مشاريع الدولة وصراعات جماعة أصادص: تنمية مؤجلة ومصالح متشابكة

تارودانت – يثير مشروع تعبيد طريق أزرف بجماعة أصادص جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية، بعدما روج المكتب الجماعي للجماعة، عبر منشورات وصور ميدانية، لكونه صاحب المشروع والمشرف على تنفيذه، في حين تؤكد المعطيات أن المشروع يندرج ضمن برنامج تابع لوزارة الفلاحة والتنمية القروية، دون ارتباط مباشر بميزانية الجماعة أو تدخلها في التمويل.

مصادر محلية أوضحت أن الجماعة، بدل أن تساهم في تسريع تنفيذ المشروع، دخلت في خلافات داخلية وصراعات نفوذ، ما انعكس سلباً على مسار الأشغال وتوزيع الاستفادة بين الدواوير المعنية، خصوصاً أدرار وبوغانيم.

عودة إلى البداية: مشروع 21 كيلومتراً ضائع بين الجماعات

تعود قصة المشروع إلى سنة 2020، حين أعلنت وزارة الفلاحة عن برنامج لتعبيد نحو 21 كيلومتراً من المسالك القروية على مستوى إقليم تارودانت، بناءً على دراسة أعدها مكتب متخصص. غير أن جماعة أصادص لم تكن ضمن المستفيدين في المرحلة الأولى، بسبب غياب المبادرات المرتبطة بالقطاع الفلاحي آنذاك، وفقاً لمصادر مقربة من المجلس الإقليمي.

هذا الأمر دفع المجلس الإقليمي، برئاسة بلكرموس حينها، إلى إدراج المشروع ضمن برامجه، حيث كان إسماعيل الهيان عضواً بالمجلس في تلك الفترة، ومن هنا بدأت الخلافات حول المسار الذي ينبغي أن تسلكه الطريق.

اقتراحات متباينة وصراع المصالح

قدّم رئيس الجماعة، الحاج أحمد الواعر، مقترحاً يقضي بربط الطريق بين مفترق طرق إوزليت–آيت أوزوغ مروراً بـأوزليت وإنفگن وصولاً إلى تينغرار، باعتبار أن المنطقة بحاجة ماسة إلى طريق رئيسية تربطها بمحيطها الحيوي وتُسهم في فك العزلة عنها.

غير أن المقترح لم يلقَ قبولاً من النائب الأول للرئيس، الذي دافع عن توجيه المشروع نحو أزرف مروراً بـتينباعل، موطنه الأصلي. وبين من يرى المصلحة العامة ومن يفضل منطق القرب، احتدمت الخلافات داخل المكتب الجماعي، مما أدى إلى تأخير المشروع وتقليص نطاقه الفعلي.

تدخلات سياسية وحزبية

مع مرور الوقت، دخلت الأحزاب السياسية على خط النزاع، حيث اقترح العضو إسماعيل الهيان – المنتمي إلى المعارضة – أن تنطلق الأشغال في بوغانيم نظراً للكثافة السكانية هناك وتكلفة الأشغال المنخفضة مقارنة بمسار أدرار.
وقد حظي المقترح بدعم من أطراف سياسية نافذة، من بينها عائلة قيوح، ما أثار استياء ممثلي حزب الحمامة الذين اعتبروا أن المشروع تم “تسييسه” خارج منطق التنمية المحلية.

ورغم محاولات جماعة أصادص تعديل نقطة انطلاق المشروع لاحقاً، إلا أن الخطوة جاءت متأخرة وأثارت سخط الساكنة البوغانيمية التي رأت في ذلك إقصاءً مقصوداً، لتبقى النتيجة النهائية طريقاً غير مكتملة المردودية ولا تحقق العدالة المجالية المنشودة.

طريق شبه منجزة… ولكن لمن؟

اليوم، ورغم أن الطريق بين مركز أصادص وتينباعل أصبحت شبه منجزة، إلا أن السؤال المطروح وسط الساكنة هو: من المستفيد الفعلي من هذا المشروع؟
فبين حديث عن “مسار يخدم مناطق محددة” واتهامات بـ“سوء تدبير وتنازع داخل الجماعة”، يبدو أن الهدف الأساسي – ربط الدواوير المحرومة وتحسين ظروف التنقل – لم يتحقق بالشكل المنشود.

خاتمة: حلم مؤجل رغم مجهودات الوزارة

في النهاية، يُجمع المتتبعون المحليون على أن وزارة الفلاحة قدمت مبادرة مهمة تستحق التنويه، غير أن الخلافات الداخلية وسوء التنسيق الجماعي أضاعا على الساكنة فرصة حقيقية لتحقيق تنمية مستدامة.
ويبقى أمل المواطنين في أن تتحول الطريق يوماً إلى منفعة عامة حقيقية، لا مجرد ورقة سياسية تُستغل في صراعات المجالس المنتخبة.

google-playkhamsatmostaqltradent